الموسيقى العفوية

كلمة الموسيقى العفوية مشتقة من اللفظ الفرنسي Alea بمعنى مصادفة Chance ، والأصل اللاتيني Alia بمعنى Dice أي زهر الطاولة أو النرد .
أول من أطلق هذا المصطلح هو المؤلف الفرنسي بيير بوليز Boulez .
واصطلاح العفوية يطلق على الموسيقى التي يضعها المؤلف بطريقة غير محددة ، سواء بالنسبة للتأليف أو الأداء على نطاق متسع أو محدود .
وارتبطت العفوية كمبدأ للإبداع الفني في القرن العشرين بمذهب السرياليين surrealism في العشرينيات في الفن التشكيلي ، والذي لجأ فنانوه أحياناً إلى تكنيك نثر الأشياء غير المترابطة والأشكال إلى لا علاقة بينها في أعمالهم .
وفى الأدب استخدم تكنيك الربط العشوائي بين العبارات والجمل بحيث تتكون دلالات غامضة وموحية . وقد بلغ هذا التكنيك ذروته في الموسيقى الحديثة خصوصاً لأنها تعتمد على المؤدى وتفسيره لرموز المؤلف الذي خرج تماماً عن قوالب تأليف الموسيقى الكلاسيكية .
ومنذ منتصف هذا القرن أصبحت العفوية وسيله هامة في التأليف وذلك عند الكثير من مؤلفي القرن العشرين .
ويمكن تقديمها في الموسيقى بطريقتين :
1 – إبداع المواد الموسيقية بطرق المصادفة مثل رمى الزهر أو باستخدام القوانين الرياضية للاحتمالات أو المصادفة وهو ما أطلق عليه موسيقى الصدفة chance music ورائدها جون كيدج Cage وأهم أعماله “موسيقى التغييرات Music Of Changes” عام 1951 وهى مؤلفة للبيانو ومبنية على قذف العازف للعملات ليقرر اختياره للجداول من حيث الدرجات الصوتية والامتداد الزمني .. الخ .
2 – وضع المؤلف الخطوط الأساسية للعمل أو الهيكل العام لمؤلفه والسماح للمؤدى بعمل التفصيلات وهو ما أطلق عليه بالموسيقى الغير محددة Inderterminacy ورائدها بيير بوليز Boulez وأهم أعماله سوناتا رقم 3 للبيانو عام 1957 والتي ترك للمؤدى حرية ترتيب أجزائها سواء ترتيب الحركات أو الأجزاء الداخلية المكونة منها الحركات.

رأيك يهمنا