فيروز

fayruz1.gifصوت أحبه الملايين . . . عرب . . وأجانب . . . صوت ملائكي بكل معنى الكلمة . . . صوت الجنة . . .
ترى هل يدرك الإنسان الذي عاش في القرن الحديث ما أسبغته عليه التكنولوجيا بشكل عام وتكنولوجيا التسجيل بشكل خاص . . . من نعمه . . . فلو عاشت فيروز في القرن التاسع عشر مثلا . . . لما كنا تمتعنا بهذه الصوت الذي يفوق جماله التصور . . . . هذه الصوت الممتلئ بالدفء والحنان . . . والحب… فيروز فتاة ريفية هاجرت من قريتها إلى المدينة إلى بيروت وكأن القدر كان ينتظرها لتصبح فعلا . . أكثر صوت استماعا في العالم العربي . . . . . . ويلمع هذا الصوت . . .

اسمها الأصلي نهاد حداد أكبر بنات وديع حداد الذي هاجر من قريته وعمر فيروز 3 سنوات و يستقر في بيروت حيث يسكن في حي فقير . . . هو وعدة عائلات في منزل واحد . . . ولكن الوالد . . . البسيط عمل بجد وتعب ليدخل أولاده إلى المدرسة . . . . . وهكذا كان . . . . وفي المدرسة . . . اكتشف الجميع شيئاً ما . . في صوت فيروز . . . فقد كان جماله . .. طاغياً . . . وواضحاً . . . حتى الجيران والأقارب انتبهوا إلى هذا الصوت الذي كان يسليهم في سهرات الأمسيات . . . الكثيرة . . . لم يكن في منزلهم مذياع . . . فكانت تستمع إلى ليلى مراد وأسمهان . . . من مذياع الجيران . . فكانت تحفظهم فورا . . . وتبدأ بترديدهم . . . .

كانت فيروز تتعلم . . و كان يسكنها ذلك الحلم . . أن تتخرج من دراستها وتصبح معلمه في أحدى المدارس لتبدأ في مساعدة أهلها وتساعد في تربية أخوتها . . . وأثناء تعلمها . . . . سمعها أحد مدرسي الموسيقا في الكونسرفتوار أثناء مشاركتها في حفلة مدرسيه فساعدها على دخول معهد الموسيقا وهناك سمع بها حليم الرومي وكان ذلك الوقت رئيساً لقسم الموسيقى في إذاعة لبنان . . . وهو بالمناسبة والد الفنانة ( ماجدة الرومي ) . .

فطلبها لتغني أمامه . . و غنت . . وسرعان ما أدرك بحاسة الفنان جمال هذا الصوت وخصوصيته . . . فهو صوت ملون قادر على أداء . . . كل شيء . . . وهنا عرض عليها العمل ضمن كورال الإذاعة . . .

وعارض الأب هذا العرض معارضة شديدة لكنه سرعان رضخ للأمر بعد وساطة الأقارب شرط أن ترافقها والدتها أو أخوها جوزيف أو أياً من أبناء الجيران. وكان أول راتب شهري تقاضته مائة ليرة لبنانية.

و لحن لها حليم الرومي أغنيتها الأولى التي كانت من كلمات ميشيل عواد.وهو الذي منحها الاسم الذي ستعرف به كأشهر مطربة عربية، فيروز عندما قال لها :” إن صوتك يذكرني بجمال الحجر الثمين الفيروز

و قدمها حليم للملحن عاصي الرحباني الذي كان يعمل شرطياً وله تجارب تلحينية هو وأخوه منصور .

أدهش الصوت عاصي . . . وهكذا ظهرت أغنية عتاب التي سجلتها في إذاعة دمشق . . . والذي بعد ذلك أصبح تقليداً أن تذهب كل أسبوع إلى دمشق . . لتسجيل أغنيه . . .

و كان الحب . . وتزوجت فيروز عاصي الرحباني عام 1954 وأنجبت ابنها زياد عام 1956. . .

واجهت الجمهور لأول مرة على المسرح في صيف عام 1957 على المسرح الروماني في بعلبك وغنت بكل ثقة أغنية ” لبنان يا أخضر حلو”.

استطاعت فيروز أن تغني ألوان متعددة من الغناء، إذ غنت الميجانا و العتابا و الاسكتشات والموشحات الأندلسية والقصائد . ومثلت في كثير من المسرحيات . . .

غنت فيروز لأعظم الشعراء مثل الشاعر عمر أبو ريشة ونزار قباني وميشيل حداد وجوزيف حرب وبدوي الجبل، أبو سلمى، جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة والياس أبو شبكة وبولس سلامة.

أما أشهر الملحنين الذين لحنوا لها بالإضافة إلى الأخوين رحباني فهم توفيق الباشا وفيلمون وهبي وزكي ناصيف وجورج ضاهر ومحمد عبد الوهاب وحليم الرومي ومؤخرً ابنها زياد الرحباني.

كما غنت في معظم عواصم العالم العربي، في عمان ودمشق وبغداد والرباط والجزائر والقاهرة وتونس، وسافرت لتغني للمهاجرين من العرب في كل من ريو دي جنيرو وبونس آيرس ونيويورك وسان فرانسيسكو ومونتريال ولندن وباريس وعدد كبير من مدن العالم .

قفلدت فيروز أرفع الأوسمة واستفقبلت بحفاوة وتقدير في جميع الأماكن التي زارتها.

قلدها الرئيس اللبناني كميل شمعون عام 1957 وسام الفارس وهو أرفع وسام يهدى لفنان لبناني.

قابلت فيروز كذلك، الحكام والملوك أثناء سفرها مثل الملك الحسن الثاني

ملك المغرب الذي أصر على استقبالها شخصيا عام 1963 في مطار الرباط كما

قلدها الملك حسين ميدالية الشرف وفي عام 1975 الميدالية الذهبية.

ولكن كانت أحب جائزة إلى قلبها جائزة المفتاح الذهبي من محافظ مدينة القدس عندما زارتها مع والدها في عام 1961، لتصبح أغنيتها خالدة في التاريخ يرددها الأطفال وكأنها لازمة وطنية.

لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي..

لأجلك يا بهية المساكن..

يا زهرة المدائن . . . . يا قدس . . . يا مدينة الصلاة . . . أصلي . . . .

تمتاز فيروز عن غيرها . . . بميزة لا يدركها إلا المختصون . . . فهي تنتقل بسهوله ويسر بين الصوت العادي والصوت المستعار ودون أن يحس المستمع بأي فرق . . . وهذا مما يعطيها مساحات كبيرة . . . ويسهل على الملحن عمله . . . إذ من الممكن أن يكتب لها الملحن أي لحن دون أن بفكر أنها تستطيع الأداء أو لا .

عاش هذا الصوت وسيعيش . . . . وكم أتمنى لسيدة لبنان أن تعيش طويلا . . لتعطينا . . . أكثر . . .

رأيان على “فيروز

  1. فيروز جوهرة غالية لنا العرب لندعو الله ان تظل فى حوزتنا لأطول مدى لكى تظل تبهرنا ببريق صوتها الذى يخطف الأسماع . و لتظل دائما تنقلنا بصوتها الملائكى لأماكن أحسن و أجمل و أرقى من واقعنا المعيب . حفظك الله يا فيروز لتمتعينا دائما .

  2. إنها تستحق وبكل جدارة ماوصلت إليه وما ستصل إليه وأنا شخصيا استمتع بسماع صوتها في الصباح والمساء

اترك رداً على Zainab Zayed إلغاء الرد