عن الحرية

حصل أحد الصحفيين الفرنسيين “بيير سيز” على أرفع وسام حكومي يمنح للصحفيين و هو وسام الـ Légion d’honneur وهي جائزة حكومية رفيعة .
وبالطبع فرح فرحا شديدا فأسهمه كصحفي ناجح قد ارتفعت والجريدة التي يعمل بها ستعلى بعلوه .
لدى عودته لمقر الصحيفة وجد بانتظاره قرارا مبرما بالطرد.

الطرد !!!!!!!

تصوروا دهشة هذا الصحفي فبدلا من ان تفتخر وتحتفي به الجريدة لأن أحد محرريها حاز على ارفع الأوسمة … وبالتالي وسيكون سببا لزيادة القراء والمبيعات … تم طرده هكذا بكل بساطة .

سبب الطرد المعلل كان بسيطا كلمة واحدة …. الجائزة .

ذهب هذا الصحفي لرئيس التحرير ليحتج على قرار فصله معللا أنه لم يطلب ذلك الوسام و لم يسع للحصول عليه… فأجابه رئيس التحرير بجملة بسيطة ” وكبيرة “

قال له: “كان عليك ألا تستحق ذلك الوسام!” فليس من الشرف ان تستحق وساما من الأغبياء … أليس كذلك ؟

طيب …. انتهينا من المقدمة …. ماذا بعد يا خالد ؟

دع ولنذهب في اتجاه آخر على الاقل الآن ….

فكرة : العرب … هل نحن كلنا عرب ؟؟؟؟
طيب آمنا وأسلمنا نحن عرب غضبا عن قرعة اللي خلفونا …. نحن عرب …. هات لنشوف !!!!

معظمنا كعرب تربى ولديه مؤسسة ما مهمتها أن تحفظ أو تحافظ على أخلاقه … قد تكون مثلا الاسرة (ممثلة بالأم أو الأب أو الأخ الاكبر) .. وقد تكون لدى البعض الآخر هيئة الأمر بالمعروف او النهي عن المنكر … أو ليسمها من يريد البعض شرطة الاداب (جنائية)، أو مجلس التأديب …أو الإمام … أو الشيخ … أو القسيس أو أي مسمى آخر لجهة مسيطرة بيدها مقاليدنا.

بينما الأخلاق عند الغرب الذي تقدم عنا بسنيين ضوئية، هو منظومة شخصية وأمر شخصي بامتياز …لا علاقة للمؤسسات به وما المؤسسات الا لحفظ القانون.

ومن هنا تأتي جدلية الحرية وضوابط الحرية … فالغرب يناقش الحرية ونحن نناقش ضوابطها ونتناسى الحرية ذاتها.

ماذا تعني الحرية ؟ اتعرف ما هي الحرية يا بهجت يا أباصيري ؟

الحرية هي تمرد على القيود …. مهما كان نوعها وهي أول ناتج علمي تبعه التمرد الأول .

وما هو التمرد الأول الذي تقصده ياخالد؟. هل هو تمرد حواء على آدم ورب آدم وشيطانه عندما أكلت التفاحة؟

التمرد الأول هو تلك اللحظة التي امسك الانسان البدائي العصا وبدأ بالتمرد على الوحش وأيضا على الطبيعة (بظواهرها المجهول منها والمعروف).

التمرد الأول هو بداية التفكير بالمقاومة والقتال في سبيل المفهوم الأول للحرية .

وبدون أي عناء توصل للمعلومة العامة التي تقول : أن العصا هي الاختراع الأول والأهم حاليا للدفاع عن الحرية (الحرية في الحياة والعيش بكرامة).!

لكن سرعان ما اكتشف الانسان أن العصا وسيلة بدائية وأن الدفاع عن الحرية يحتاج الى العقل والعلم. ( أتذكر هنا استشهاد بعض الأصدقاء بمقولات شخصيات معروفة مثل مثلا الاستشهاد بمقولات تشرتشل وهو بالأساس مجرد مجرم ).

نعم العقل والعلم .

العلم (إعمال العقل و استقراء المنطق) هو اهم دعائم الحرية وأهم وسيلة للدفاع عنها والحفاظ عليها فالعلم هو من يقول لنا أن النساء ليست ناقصات عقل ودين … وهي الخطوة الأولى في مجال تحرير المرأة (حرية المرأة) أي حرية الانسان.

ستقولون خالد خرف ..إلى أين يريد ان يصل ؟. ما علاقتنا وعلاقة الحرية والجوائز والنساء والضوابط وكل هذه التخاريف والكلام الفاضي …..

حكي فاضي في نظرك فقط ياحلو !!!! ….. ولست بانتظار تأييدك (لمجرد التأييد) …. لأنني لا أقبل أوسمة من الأغبياء الذين يصفقون فقط .

قالها لي صديق مصري عزيز ذات مرة : الحرية أن تعبر عن رأيك بدون أن ترفع عليك دعوى لتفريقك عن زوجتك!

وانا أؤيده أكثر الأحيان. (ضعوا تحت أكثر الأحيان مليون خط فهذا يعني أنني أحيانا قد لا أؤيده)

لماذا ؟

سيأتي في السياق … فلا تتعجلوا

رأيك يهمنا