لغز فيروز والسنباطي

fayruz.gifهل من المعقول أن تظل ألحان الموسيقار الكبير رياض السنباطي للمطربة فيروز سجينة حتي الآن وغير مسموح بتداولها علي مدي 20 عاما!؟ وإذا كان صوت فيروز لم يعد يصلح الآن لأداء ألحان السنباطي، التي وضعها حسب مواصفات وإمكانيات معينة لم تعد تمتلكها فيروز هذه الأيام..

فهل يمكن لأحد غيرها أن يؤدي هذه الألحان؟المستمع لهذه الأعمال..  لا يمكن أن يتخيل مطربة غير فيروز في إمكانها تأدية هذه الأعمال الرائعة، وبما أن ذلك أصبح من رابع المستحيلات فلم يعد أمامنا لاستنشاق عبير هذه الأعمال الرائعة غير طبع شريط سجل عليه رياض السنباطي بصوته مع فيروز أحد الألحان الثلاثة التي نفتقدها في حياتنا الفنية. ولهذا الشريط قصة مثيرة سمعت تفاصيلها من الفنان أحمد رياض السنباطي.. قال وهو يروي حكاية هذا الشريط أنه حدث خلال فترة تعاون والده مع المطربة فيروز أن التقيا في بيروت.. وفي الفندق الذي كان ينزل فيه رياض السنباطي ذهبت إليه فيروز وكان أول سؤال لها عن ألحانه الجديدة التي تنتظرها واحتضن عوده وبدأ يغني، وفيروز تغني معه بعد أن وضعا أمامهما جهاز تسجيل لم يكن الهدف منه تسجيل هذا العمل، بل أن رياض السنباطي طلب وضع جهاز التسجيل أمامه ليسجل عليه فقط الملاحظات التي يتم تنفيذها عند تسجيل هذه القصيدة.. وانتهت جلسة العمل بين الملحن الكبير والمطربة الكبيرة بعد اتفاقهما انه ليس في الإمكان أبدع مما كان في اللحن، ولم يبق أمامهما غير تحديد مكان وموعد التسجيل، وعاد رياض السنباطي إلي القاهرة وشاءت الظروف أن يتوقف مشروع غناء فيروز لألحان رياض السنباطي، بعد أن توقف الممول العربي الكبير عن تحمل نفقات تكاليف المشروع،
 riad_alsounbati.gifبعد أن نشرت احدي المجلات اللبنانية اسمه.. وقبل أن يتم البحث عن مخرج آخر لهذه الأزمة فوجئ رياض السنباطي ذات يوم بوجود الشريط للجلسة التي تمت بينه وبين فيروز في بيروت وهما يغنيان قصيدة ‘بيني وبينك’ من كلمات جوزيف حرب وكان ما حدث مفاجأة لرياض السنباطي نفسه الذي كان يحرص علي إخفاء تفاصيل هذا العمل حتي يخرج إلي النور والذي تقول بداية كلماته:

بيني وبينك خمرة وأغــــــــاني
فأسكب فعمري في يديك ثواني
فما همنا انطفــــــأت نجوم بيننا
وتوقـفــت أرض عـن الـدوران
آه لو احـتـرق الزمــان وأنـنـــــا
برماده في الريح مرتحـــــــلان

 والشريط وهو في حالة جيدة تماما مايزال في خزانة أحمد السنباطي ولا يريد التصرف فيه، وقد استمعت إلي جزء منه.. وهو بكل المقاييس تحفة فنية نحن أحوج ما نكون إليه في هذه المرحلة الغنائية من حياتنا، وللحقيقة فإن الفنان أحمد السنباطي حاول أكثر من مرة الاتصال بفيروز من أجل الوصول معها إلي حل بالنسبة لألحان والده الثلاثة التي وضعها لها ولم يتلق ردا منها.. وانتهت القصة بالنسبة له عند هذا الحد.. ولكن هل هذه نهاية طبيعية لهذه القصة؟ بالطبع لا.. فلماذا لا يطبع أحمد السنباطي هذا التسجيل النادر خاصة وأن والده هو صاحب الحق وحده في هذا العمل بحكم القانون حق المؤلف،
ولا يستطيع غيره منافسته في هذا الحق.. وكل المطلوب منه أن يفعل ما قام به الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب من قبل عندما قام بطبع أغنية ‘من غير ليه’ بصوته من واقع التسجيل الذي كان قدمه لعبد عبدالحليم حافظ ليتدرب علي أداء اللحن.. ولكن العمر لم يسمح له بتسجيل الأغنية.. فهل يفعل أحمد السنباطي ذلك، وحتي لا تظل هذه الألحان حبيسة الأدراج؟

4 آراء على “لغز فيروز والسنباطي

  1. امّا فيما يخص قدرة فيروز على أداء هذه الألحان اليوم، فلا أستطيع أن أحكم من دون سماع الألحان. ولكن في رأيي أن أكثر الألحان التي تناسب صوت فيروز اليوم هي الأغنيات الطربية التي لا تعتمد على صوت الرأس أو الطبقات الحساسة. وقد تكون أغنيات كليلية بترجع يا ليل وقصائد كلي فؤاد هي الأنسب لصوت فيروز اليوم من أغنيات كإمي نامت على بكّير ومشوار وبتتلج الدني

  2. السيدة فيروز صوت شرقي بإمتياز ولكنه متمكن من أداء أنماط أخرى من بينها الغربي، فحتى غناء الترنيمات الكنسية ليس بالضرورة أن يتبع الأنماط الغربية، فترنيمات كاليوم علّق على خشبة وغيرها شرقية الأسلوب فالمسيحية في الأصل انطلقت من بلادنا. ومن المفارقات ان منصور في بداية تعاون عاصي وفيروز في الخمسينات كان يقول عن صوت فيروز أنه شرقي جداً ولن يتمكّن من أداء بعض ألحان الرحابنة! وقد قدّمت فيروز أغنيات شرقية بحتة في قصائد وأغنيات شعبية كنوّار يا حلم الصباح، بردى، ليلية بترجع يا ليل، رجعت ليالي زمان، أنا هويت وانتهيت لسيد درويش، وغيرها كقصائد محمد محسن في ألبوم مش كاين هيك تكون. اتمنى أن أعرف سبب عدم تسجيل السيدة فيروز لهذه الأغنيات السنباطية، ولكن ليس بإمكاننا الآن سوى التكهّن. ربما السبب هو أن فيروز بعد إنفصالها عن الأخوين رحباني تفكّر كثيراً قبل الإقدام على تسجيل أي أغنيات جديدة، فزياد رحباني قال مرة أنه انتظر سنوات حتى اقتنعت فيروز بتقديم بعض أغنياته، وهناك أغنيات تسجّلها ولكن لا تقبل أن تغنّيها على المسرح. ولم يشجّعها أحد من القريبين منها على خوض هذه التجربة، فربما زياد وريما كانوا ضد هذه الألحان. في رأيي أن أهم أسباب تراجع فيروز عن تقديم تلك الأغنيات بعد أن تأجل تسجيلها هو قلقها من أن يعتبرها البعض تدخل مملكة أم كلثوم التي تطبّعت ألحان السنباطي بأسلوبها، رغم تقديمه لأنماط مختلفة كلحن الوفا لعبدالحليم وشادية في الخمسينات. فيروز قد تكون المطربة العربية الوحيدة التي لم تنخرج من مدرسة أم كلثوم ولم تدر في فلكها وأسست لنفسها مدرسة منفردة لا تقل عظمة، بل ربما تتفوق في بعض نواحيها على مدرسة أم كلثوم. أظن أن بعد أنفصالها عن الأخوين رحباني ارادت فيروز أن تجد طريقاً مختلفاً لم يكن الرحابنة يحبذونه، ولكنها عادت وتراجعت بعد تفكير. ربما لو لم يتأجل التسجيل كانت هذه الأعمال خرجت للنور

  3. تحية طيبة..اخي العزيز..مع شديد احترامي العظيمة فيروز التي نكن لها كل الإحترام والتقدير ولكن إسمح اي بإبدال رأي المتواضع نظرا لخبرتي في الموسيقى خاصة الشرقية..عرف الأستاذ السنباطي بملك الجملة الشرقية فبألتالي لا نستطيع ان ننكر ان صوت السيدة العظيمة فيروز لها لون وطابع خاص في أغانيها التي وعينا عليها ولكن السيدة فيروز لا تستطيع أداء هذا النوع من الأغاني ذات الجملة الشرقية لأن مساحة وقدرات صوتها لا تساعدها..فألسيدة فيروز لها الاف الأغاني ولكن كأغاني من ألحان السنباطي لا تقدر على ان تغنيها لأن صوتها كنائسي واجنبي اكثر من ان يكون شرقي..ولهذا إسمح لي ان اوجه من خلالكم رسالة بسيطة لإبن هذا الملحن العظيم رياض السنباطي..انت يا استاذ احمد تريد إحياء ذكرى والدك رحمه الله وهذا حقك ومكون سعداء لأن ألحان السنباطي لا تتكرر وهو الوحيد الذي لم يسرق او يأخذ جملة من احد مثلما فعل غيره من كبار الملحنين وهذا ليس بعيب لأن الفنان يغار لو سمع لحن اجمل من الذي لحنه..ولكن لنا عتب عليك يا احمد وهو أنك تسيئ لهذا الوالد العظيم في سؤ اختيارك للفنانة التي ستعني ألحان والدك احيانا يكون اللحن سيئ وصوت المطربة تجعلك تحب هذا اللحن..ولكن ان يكون اللحن من السنباطي وتغنيه فنانة صوتها نشاز فهذا حرام لأنك بهذه الطريقة تسيئ الى والدك ولو كان على قيد الحياة والله لو إجتمع العالم كله لإقناعه ان يعطي لحنا لصوت ليس جيد فلن يعطيه..انت بهذه الطريقة أثبتت لنا أنك تبحث عن المادة فقط لاغير!! انظر إلي ماضي والدك ومن الذي غنى من الحانه كبار المطربات تم كلثوم نجاح سلام نجاة الصغيرة هدى سلطان ليلى مراد وكثيرين أيضاً..ولكن هل سمعت آنذاك اصوات سيئة غنت للسنباطي؟ فأرجوك حافظ على تراث والدك العظيم ولا ابحث فقط عن المادة بأسلوب مبتذل ورخيص وكذب كما فعلت مع احد الخليجيين وبغته عودا ولحنا بصوت والدك وأفهموه ان العود هو لوالدك وإتضح انك للأسف كذبت عليه!! فأرجوك لتسيئ لهذا الفنان العظيم لأنه اكبر من ان يقال عن ولده انه نصاب او كذاب!!!!!

  4. أخي خالد ، هي ليست قصيدة واحدة ، بل ثلاث : ” بيني وبينك ” و ” أمشي إليك ” من شعر جوزيف حرب ، و ” آه لو تدري بحالي ” شعر عبد الوهاب محمد ، وقد أشرت إلى ذلك في كتابي : ” عبد الوهاب محمد .. أغنية خالدة ” الصادر بالقاهرة في يناير 1998 في الذكرى الثانية لرحيل أستاذي عبد الوهاب محمد ، والله أكتب لك وأنا أستمع بالصدفة إلى ” أمشي إليك ” وهي موجودة ومعها ” بيني وبينك ” على موقع ” سواري ” ، وأعتقد أن ” بيني وبينك ” لم تكن الصورة النهائية للحن لأن بها أخطاء لغوية كثيرة ، وسوف أطلب أخي أحمد السنباطي لأكون إلى جواره إذا كانت هناك بادرة لتسجيلها بأصوات جديدة .

اترك رداً على دارينا إلغاء الرد