سأل صديقي سؤال افتراضيا عن من سيفوز بانتخابات اذا جرت في وطن عربي كبير يتمتع بكامل الحرية ؟
بصراحة السؤال لم يستفزني لان الاجابة معروفة … ففي الوطن الذي يتمتع بالحريات … الكل يفوز .
الا اذا كان السؤال ملغوما … و فيه اسقاط و لعب على موضوع سيطرة الدين في ظل جهل وغياب عقل.
ولأني أعرف صديقي جيدا … فأنا أعرف أن سؤاله خال من هذه الالغام . ربما لأنه يعشق الحرية ويدرك أن لا شعر بدونها .
إلا أنه استفزتني اجابة طويلة لأحد اصدقاءه حين قال في جزء منها :
لا حكامنا يجيدون الحكم
ولا الشعوب تجيد الولاء ..!!
الحقيقة أن هذه الجملة أصابتني بالفزع … لم أفهمها فلا هي مرارة … ولا نوع من جلد الذات ولا هي حالة استسلام تتشبه بالصوفية ….
من قال يا صديق صديقي أن الانتخابات يجب أن تفرز حكاما ؟
من قال أن الشعوب عليها اجادة الولاء ؟ ولمن الولاء ؟ للحاكم الذي يجيد الحكم ؟
الانتخابات عند توفر الحرية تنتج موظفين لدى الشعوب … تعمل لهم ولا تحكمهم .. و الأهم أنها تحاسب إن أخطأت .
الشعوب حينها ستجيد الولاء للوطن وللحرية ….
توفر الحرية … ينتج تقدما … وعلما … وفنا وادبا … وبالضرورة قانون ( على الجميع )
توفر الحرية سيذكي التنافس مما يعني البقاء للأصلح … فالفن و الشعر والأدب و العلم الأرقى سيسيطر تدريجيا … وليس الفن الذي يمجد الحاكم أو المدعوم من شخص مسيطر على المقاليد .