الوقوع في الخطأ

تقترب الحشرة الجائعة من الزهرة الجميلة و هي تنظر بعين معدتها بشره و جوع ، فهذه الزهرة تفوح طيبا والرائحة الذكية بالإضافة إلى الشكل الجميل أكبر دليل أن الرحيق المخبأ في ثنايا أوراقها…لذيذ جدا..

ما أشهاها من زهرة،
و يقرص الجوع معدة الحشرة الصغيرة ……
تقترب أكثر فأكثر وهي تنظر يمنة و شمالا و تحس بالارتياح فلا يوجد حشرات أخرى تقاتلها على الوجبة الفاخرة و تحط أخيرا بأرجلها على الزهرة وسرعان ما تبدأ بامتصاص الرحيق ، ما أشهاه ما أطيبه و تشعر بالاكتفاء لكنها تعب و تعب من الرحيق اللذيذ ،
و تشعر بالشبع ولكن شرهها يجعلها تأكل أكثر وأكثر وتتخلى عن حذرها أكثر وأكثر …
تتثاقل الحشرة بفعل الإفراط .
وفجأة تشعر الحشرة بالخطر فأوراق الزهرة تقترب منها محاولة الإطباق عليها فتحاول الطيران ولكن هيهات أن تطير بالسرعة اللازمة للهروب من الزهرة التي تبين للحشرة أنها زهرة من ذلك النوع الذي يفترس الحشرات ،
و تطبق الزهرة على الحشرة بالكامل و تلتف ومن ثم تنفتح بعد دقائق ملقية بقليل من القشور هي بقايا حشرة
و تتفتح الزهرة أجمل مما كانت فهي لم تخسر رحيقها بل و زادت عليه وجبة شهية جعلتها أشد نضارة وجمالا وأعبق طيبا .
الزهرة أغوت الحشرة و جعلتها تغرق بالطعام حتى أذنيها .
ستقولون هذا درس في علم الحشرات ؟ وأجيب لا انه درس في الحياة .
فنحن أيضا يغرينا الخطأ فنقترب منه حذرين و سرعان ما نأخذ منه وجبتنا الأولى فنفقد حذرنا ونغوص في الخطأ ،شيئا فشيئا …
نغوص والخطأ جميل له طعم مغر ورائحة مميزة ونحس جيدا عندما نأكله و لا ندري أنه هو من يأكلنا
و عندما نحس بالخطر يكون قد فات الآوان فيلتهمنا الخطأ و يلقي بنا قشور ميتة و لا تقل أرجوك أن الإنسان له عقل و يختلف عن الحشرة فما أدراك ………
 

رأيك يهمنا