كالعادة وبعد كل حملة للتخلص من الكتب الزائدة التي تغص بها مكتبة منزلي ، تنتابني نوبة المرض المعتادة التي ظلت ترافقني ومنذ بدأت بالقراءة ، نوبة الرغبة بالشراء ، شراء الكتب و الأسطوانات …هذا المرض الذي لازال يلازمني حتى الآن ولم أجد له أي علاج ، رغم محاولاتي الكثيرة والمتكررة لفعل ذلك.
وبوسائل شتى كأن أهرب من حضور المعارض أو أمنع نفسي من التوجه إلى المكتبات إلا أني فشلت تماما في التخلص من هذا المرض فهو إدمان والعياذ بالله .
ورغما عني استسلمت لإدماني فتوجهت إلى المكتبة وبدأت كعادتي بالإطلاع على العناوين ولما لم أجد ما يشدني توجهت نحو البائع وسألته عن كتاب محدد إن كان متوفرا فأجابني بالنفي وسألته عن آخر وآخر ونفس الإجابة رغم أن الكتب التي سألت عنها هي كتب سورية لمؤلفين سوريين ودار النشر التي نشرتهم هي دار نشر سورية
سألت البائع عن هذا الأمر فأجابني متجهما وهو يحملق بي و بجملة مقتضبة واحدة : منذ متى لم تزر مكتبة .؟؟؟
أنا متأكد أن لسان حاله كان يقول ( يا له من مشتر بعد طول صيام نفطر على بصلة )
خرجت من المكتبة ودخلت إلى ثانية وثالثة وتقريبا نفس السيناريو والحوار مع تغييرات طفيفة .
للأسف لم أجد أي جديد باستثناء بعض كتب السياسة وبعض الكتب الدينية التقليدية وكتب من نوعية تزوج في خمسة أيام بدون مأذون ….
منذ فترة قرأت أن حركة الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة اليونانية تبلغ عدة أضعاف مقارنة بعدد الكتب المترجمة إلى اللغة العربية ….
وتسائلت بيني وبين نفسي : كم يبلغ عدد سكان من يقرئون اليونانية مقارنة بالذين يقرئون العربية هل هي أزمة ثقافة …. أم أزمة مادية … أم ماذا … رحم الله تلك الأيام يا صديقي نافع … عندما كنا نشتري كتابا كل أسبوع .